الأربعاء، 5 يونيو 2013

تحرشوا بهن



يبدو لك العنوان صادم او انه دعوة صريحة للتحرش بالنساء  لكن فى الواقع ( البحر مليان قواقع ) لست انا صاحب الكلمات ولكنها كلمات الداعية الاسلامى السعودى  عبد الله محمد الداوود وذلك حينما اطلق وسم ( هاشتاج ) على موقع التواصل الاجتماعى تويتر بعنوان تحرشوا بالكاشيرات وذلك عقب اطلاق سلسلة المتاجر بنده حملة لتوظيف السيدات كاكاشيرات ليست قضيتى هنا عمل المراءة او عدمه ولكنى اريد ان اناقش جزئية واحدة فقط وهى الدعوة الصريحة للتحرش بالسيدات وذلك لمنعهن من  الذهاب لاعمالهن ويبدو انه وجد مبررا لدعوته ان هناك رسالة ماجستير كانت قد تناولت قضية عمل المراءة واعتباره نوعا من الاتجار بالبشر وانه من حقه التعرض للانثى العاملة والتحرش بها حتى تكف عن الفعل الشيطانى التى تقوم به وهو العمل وان تكتفى فى ان تجلس فى بيتها معتبرا بذلك انه قدم نصرا عظيما للاسلام وانتصارا اكبر للامة الاسلامية ولم يراعى ان التى يدعو للتحرش بها هى انسانة لها كيان مستقل ولديها مشاعر وحقوق ومن اهم حقوقها ان لا يتعرض لها اى متطفل بلفظ او فعل خادش لحياءها
لن اتكلم كثيرا عن الدين ولكن كل ما اريد ان اذكره هو ان الدين الذى يدعو الى غض البصر لن يدعو ابدا للتحرش وان الدين الذى يوصى رسوله صلى الله عليه وسلم بالنساء فى اخر خطبه  حينما قال (صلى الله عليه وسلم )فى حجة الوداع (
أيها الناس، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء، اوصيكم بالنساء خيرا) لن يدعو ابدا للتحرش بالنساء

اذا حاولنا ان نترك السعودية ونرجع لوطننا الحبيب فلن نجد اختلافاً كبيراً فالوضع متشابه جدا فعليك فقط ان تنزل الشارع او تركب المواصلات العامةاو حتى تمشى قليلا داخل اسوار (الحرم ) الجامعى  او حتى يمكنك ان تكتب على  جوجل تحرش فستخرج لك الاف القصص والروايات بل والفيديوهات  التى توثق القضية . وكما كل شئ اصبح  للتحرش الجماعى فى مصر مواسم  فاصبحت الاعياد هى المواقيت المناسبة للتحرش الجماعى ( على اعتبار ان كل واحد لابس اللى ع الحبل ونازل ) 

وبالطبع لن ننسى ان   مصر قد احتلت مراكز متقدمة جدا فى  التحرش الجنسى وان افلامنا ومسلسلاتنا اصبحت تطلق علينا دعوات صريحة  للتحرش والامثلة كثيرة  .

منذ فترة قليلة عاد شخص عزيز على  من روما ( عاصمة الكفر والالحاد والعرى كما يحب ان يسميها البعض ) فحكى لى  كيف ان شاب مصرى قد حُكم عليه بالسحن ثلاث سنوات لمجرد انه  قام بالتحرش اللفظى ( خلى بالك من اللفظى دى )  بفتاة ايطالية كانت تمر يوميا من امام مكان عمله

لو ان حضرتك  من  انصار التيار الاسلامى ( احزاب وجماعات وقنوات فضائية ) فستجد دوما ان الفتاة هى السبب وانها هى من تدفع الشباب للتحرش بها لانها تلبس المثير ..............الخ الخ الخ
اما لو انك من انصار التيار الليبرالى ( احزاب وجماعات وقنوات فضائية ) فستجد دوما ان الذكر هو المسئول وكيف له ان يعامل الفتاة على انها جسد فقط دون مراعاة لاحاسيسها او مشاعرها ........الخ الخ الخ

البعض يقول ان التحرش بسبب الفقر لماذا يتحرش الاغنياء  ؟؟؟ )
البعض الاخر يقول بسبب ارتفاع سن الزواج  والعنوسة ( لماذا يتحرش المتزوجون ؟؟؟)
البعض يقول  ان التحرش يقوم به الصبية والمراهقون ( لماذا يتحرش كبار السن ؟؟؟؟)
البعض يقول ان التحرش يقوم به الاقل تعليما        ( لماذا يتحرش الاطباء والمهندسون واساتذة الجامعات ؟ )
البعض يقول ان التحرش يقوم به الغير ملتزمين دينيا  (لماذا يتحرش ائمة المساجد ورجال الدين  ؟ )



وانا هنا لاوضح ان التحرش هو مشكلة اخلاقية فى المقام الاول والمسؤل الاول والاخير هى التربية اننا تربينا على ان نأخذ ما ليس من حقنا فالمتحرش يتساوى عندى كالسارق  فهو بأخذ ما ليس من حقه. تغليظ العقوبات وحده ليس كافيا ولكننا نحتاج الى اعادة تفكير فى اساليب التربية . نريد ان نعيد التفكير فى الدور التى يجب ان تلعبه المدرسة والجامعة نريد ان  نعيد تفكير فى الدور الذى يلعبه المسجد  نريد ان نعيد تفكير فى الدور التى تلعبه السينما
 يبدو اننا فى حاجة الى اعادة تفكير فى كل امور حياتنا
دمتم سالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق